2009/05/15

جلبابى الازرق الجديد

ليوم اشترت لى أمى جلبابا أزرق مقلما من عم عطى الخياط

تقول أنه من بواقى قماش العمدة شخصياً,قد أعد خصيصا كى ينام فيه ساعة العصارى ,وأنه سمح لعم عطى بأن يعطى باقى القماش لمن يريد,وأمى تريد, أرتديت جلباى وركضت فى شوارع قريتنا الترابيه مزقططا بها وبه كنت أمد فى خطواتى حتى أسبق الناس وان فعلت تباطئت عن عمد كى يرونى فى جلباب العمده , اتظاهر بالتفكير كى أقف هنا قليلا ليرونى افضل,اتصنع انى انفض مركوبى اتحسس الارض كانى ابحث عن شئ,اتشاغل تحت شباك "أمانى"رفيقه لعبى كى ترانى ,اتقصع فى وقفتى وافرد ذراعى حتى أخره كانما هذا ما أفعله بجلبابى كل يوم ,جلبابى الأزرق المقلم توأم جلباب سيدنا العمده,تخرج لمندرة دارهم بشعرها المنكوش الناعم فى ضفيرتين , فأفرد هامتى اكثر , وأتصنع جلبه ,تجلس وتولينى ظهرها ,وتبتسم انا أعرف أنها تفعل وتفك ضفيرتيها ,يحمر وجهى كفرط الرمان ويتقافز القلب كالفرخ البردان ,تمرر أصابعها بخصلات شعرها . فينساب فى خطوط كخطوط جلبابى ,أقترب منها "أمانى" تلتفت بجانب وجهها "تيجى تلعبى معايه؟"
تستدير وتبتسم انا أعرف أنها تبتسم ,"جلبيتك شبه بتاعت سيدى العمده ,بس هو مش بيلبسها غير فى اوضة النوم, أخاف العب معاك يضربنى" لم تكن تبتسم

انا اكره جلبابى الازرق الجديد

العاقيه عندكم فى المسكرات

بقريتنا طفلا كنت

مساء الخميس ارتدى قميصى وبنطالى القماشى القصير, حذائى الجلدى الاسود الذى يشبه حذاء ابى , و"فيونكه" فضى اثبته بأستك ابيض فى رقبتى, امشط شعرى مبرزا الاخدود على جانب راسى الايسر. واضع الكولونيا, امسك بيد ابى واجرى امامه كى نصل اولا, لأقف فى أول صف المهنئين , اشد قامتى واشفط هواء قريتنا كله _كنت اعتقد ان الارض بنايه كبيره ونحن على السطح _وامد كف دقيق كى اصافح الرجال القادمين الى الفرح,لا يا عم لا تداعبنى فأنا رجل كبير ..قصير فقط بعض الشئ ,لا.. لا اريد حلواك فأنا جاد وارسم ملامح ابى الغاضبه حتى تعرف انى كبير, ولا تضحك فأنا عابس مثلك ,افكر فى هموم حياتى وارسم 111 بحاجبى , اضع يدى على جبينى واخرى على خدى كعلامه مضاعفه للتفكير والتركيز,اذا انا كبير,يجلس المدعوون على صفوفهم المتجاورة المتقابلة يلهجون بعبارات المباركه, يعوجون طواقيهم ,يشدون اربطة اعناقهم ,يعدلون عمائمهم واجرى بينهم , مبروك يا عم, كل سنه وانت طيب يا خال ,زادنا الله نور بقدومك يا أبى الحاج, العقبى عندكم فى المسكرات هكذا كنت انطقها المسكرات ,كنت احبها واسنانى وطبيبها يشهدون على ذلك, وكانت سعادتى سرها لحظه المسكرات القادمه بلا ريب فى منتصف الفرح, اجرى الى امى فى غرفة الحريم , "امى اريد المسكرات عقبى عندك فيها,احضر فرح ابنك", كانت تضحك وتعطينى المسكرات، وبصوت مشروخ مبتهج تصرخ مع باقى الحريم
"ادحرج واجرى"
اتقفاز انا وابناء عموموتى ككتاكيت عشتنا صائحين
"يا رمان"
"وتعالى على حجرى "
" يا رمان"

لم اكن اعرف هذا الرمان , ولكنى كنت اتقافز معهم , ابن أبويا سليم الفشار يقول ان العمده يعرف ،بل يقول انه رأى العمده وهو يمسك رمان فى يده , رمان كثير, يقول انه احلى من المسكرات البيضاء التى تلتصق فى يدى ,انه فشار كابيه قلت له انه فشار , يقول ان ابى فقير ولا يمتلك الا جلبابه لهذا لا يشترى لنا الرمان ,انت فشار يا أبن أبويا سليم, يقول ان بدلتى وحذائى و"فيونكتى" الفضيه ملك قديم لأبن العمده , انت كذاب كذاب يا ابن سليم , انت تغار منى , قلت له ان يسكت يا امى قلت له ان يسكت انت فشار يا ابن ابو سليم انته فشار يقول ...فشار فشار

يقول..فشار فشار ..صمت
يقولون ان لون الرمان سال من رأس ابن سليم